الأربعاء، 26 فبراير 2014

عكا يا بسمة الفجر المنير............ بقلم الشاعر........د أحمد محمود

جانفي29

عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير 
يا رفة جفني الفلسطيني العاشق البصير 
ويا خفقة قلبي المحزون، المستجير.
عكا يا دمعة حزينة، مجهولة المصير
ضلت على دروب ضياع الضمير
ضاعت في متاهات هذا العصر الحقير،
ضاعت في كواليس البرد القاسي والزمهرير.
غمرت في كهوف الكون المؤلم المرير،
تاهت في زوايا الوطن العربي الضرير،
تاهت حتى غدت بلا مسار أو مسير.
(2)
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير 
عكا يا قطرة طل، لامع نضير
تهل من أحداق العصافير.
يا مروجاً من الدر والحرير،
والزبرجد ، والياقوت والسفير.
ما هذا الصوت المزلزل المزمجر؟!
ما هذا الزئير؟!
وما هذا الهدير؟
ما هذا البحر التركوازي البراق المثير؟
ما هذا النسيم الساري المنتشر،
كالهمس عبر تيار الماء والأثير؟
(3)
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير
يا صرخة النوارس والصقور.
ما هذا الصوت الآتي كالصرير،
من بين ثنايا الصخور؟
ما هذا التلاقي، والتفاني،والظهور؟
والترابط الأبدي الشهير؟ 
بين الأمواج، والمواني، والرمال والثغور؟
ما هذا التناغم الذي ترويه الأساطير؟
ما هذا الطنين النابض بالشذى والسرور؟! 
ما هذا السمو الناشئ من أعماق الحبور؟
وما هذا الشهيق والزفير؟
ما هذا العبق البحري المفعم بالعبير؟!!
(4)
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير
يا أغنية السمان، والنسيم،والكروان، والنسور
يا صيحة الأنواء، والسنونو، والخاضور
ما هذا الأنين الحزين يا عكا،ويا مدينة الماء والخرير؟
ما هذا التأنق، والدلال، والحضور؟!
وما ذاك الزحف على الشط الهادئ المستنير؟
(5)
آه يا عكا يا ربوة هذا الطائر
الفلسطيني الحائر،المهاجر،
المحلق في الفضاء الواسع الكبير،
، وهذاالقلب الريفي المرفرف الصغير.
عكا التي ما انفكت بدراً يلف ويدور
يتألق في أجفان الأفق المستدير
وتتلالى من حواليها طيور القارور
وأبهى الهالات،والأزاهير 
والأضواء، والمناظر والتصاوير.
تتماوج بين يديها كل الأقمار،
والكواكب، والأنجم والبدور. 
(6)
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير
ويا ملاذ الأطيار من هجير السعير.
ها أنذا أنشد ألحاني
عبر السواقي والأغادير،
وأعزف على أوتار أشعاري
وإيقاعات وريدي، ودمي المهدور
وتراتيل قيثاري،
فأنظم أحلى الأغاني، 
رغم الأسى وظلم المقادير.
تتفجر حنجرتي بقصائدي،
بغابات العشق الفلسطيني المتدفق الغزير
وتعشعش بين أضلاعي
قوافي الربا والربيع والأزاهر ،
وأسراب الهدهد،والخاطوف وأم غرير، 
وحساسين الرمان، والصفصاف، والزهور.
كلها تتألق في أرياضها وحدائقها كالأسحار، 
صور، ورموز، وأوزان، وأفكار،
فيها الصب، والحب، والهوى الكثير، الكثير
ترفل بمعان ،وأشواق، وأنغام،وأحلام، وتعابير.
ها أنذا يا عكا أعلق قلبي في السماء كالجسور،
تمسكي بأجنحتي فإني قادم مع النوارس والنسور،
إنا قادمون يا عكا كي نبني حلم العودة والعبور.

(7)
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير
ويا أرجوزة الراعي تحت أشجار الصنوبر
وشبابة البراري، والمراعي، والطيور.
يأسرني عشقك يا عكا الجزار
رغم الحدود، والسلاسل والأسوار،
وتدمي عينيك أميال من الأسلاك، والأشواك والدهور،
فأغدو كالطائر الجريح، المكبل المأسور.
(8)
عكا يا قلعة الفهود، والأسود والنمور
يا بلد الأشاوس، والأبطال والمغاوير
وتطاردني لواحظ عينيك كالزمهرير،
كوميض البرق تسري، تحدق، وتطير.
تتلألأ زرقة عينيك الجميلتين في وجهك البشير،
عيناك تضيء كالأنجم ورقرقة الماء النمير، 
وتطل من وراء المرايا والمناظير
وتطلق سهامها فتصيب قلبي كالأعاصير،
وأنا شيخ كهل،مسن كبير،
طفل فلسطيني، يتيم،متيم، صغير
جليلي الصبا، والرؤى، والأغادير.
(9)
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير
أهوى البلابل، والسنابل، والزرازير
وموسيقى البحر الأزرق الصافي السمير.
أهوى تغاريد العنادل والمزامير
أهوى الصبح،والصفار ، والعصافير
وطلوع الفجر البديع النذير.
أهوى إشعاعات الحرية والتحرير،
أهوى عناق الشمس لأحداقي،كعناق النار والتنور،
كعناق الحرية والأسير،
من دون زنازن أو جنازير،
كلقاء الفجر والحواكير،
كعناقها للبساتين والنوار، 
وأجفان الصبح والنهار.
أهوى هبوط حبات الندى من على الأشجار
فوق أحضان الوادي و الغدير.
أتوق إلى رفوف الحمام تهمو كالمطر
وهديل اليمام يناجي سويعات السحر.
(10 ) 
عكا يا بسمة الفجر الضاحك المنير
أهوى طلوع الشمس تداعب
رموشي، وأجفاني
وتدغدغ دفقان حنيني ودمائي
في حنايا الوتين والشرايين.
أهوى شموع النصر،
وأقواس الحرية، والتباشير،
فأنا عصفور "ترشحاوي" المقا والأسارير
عكاوي المآقي، والانبعاث والنشور،
مقدسي الجدود،والدماء، والجذور،
فلسطيني القوافي،والقصائد، والروابي، والبحور،
فلسطيني القامة يضوي من عينيه شفق الجماهير،
له هالات تبدد أسوار الدواجي، والليالي، والدياجير.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مواضيع في المعلوميات