الجمعة، 28 فبراير 2014

مقتطفات من قصة ... الراحلون........... بقلم الشاعره الارتيريه ........ فاطمه موسى

جانفي29



مصطفي التونسي قال:
" معناه أنكما تريدان إقناعنا أنكم إخوة!!! كيف هذا يكون ؟ من جمع الشامي علي المغربي؟"
بهدوء أجبت" أنا من إريتريا "

ملامحي تبدو عربيه وشعري اسود غزير. أخبرتني والدتي ذات يوم ان أم جدي من الساهو وانه تزوج من قبيله جدتي البلين. إريتريا بلدي حتي وان اختلط فيها الف نسب ودين. إريتريا موقع مولدي فيها صرخت هذا أنا قد ولدت. لم يسمع احدا صرختي لأن دوي القنابل وزوبعة الأرواح كان أقوي من صرخه الحياة. احتضنتي أمي بين ذراعيها وكل الحب بعينيها أسمنتي ساره. لعل الاسم كلسحر يغير ظلام الشتاء الي نور. لعل الأسم يفجر أنهار السلام في هذه الأرض المفعمة بجفاف الحرب وافاعي النظام.
ساراي أو ساره ؟ سألت الدايه والدتي.
ساره عقبت المرأه التي كبرت في بيتها والدتي.
أعادني صوت نبيل للميناء لم اقرأ شفتيه ولكني عرفت معني السؤال بعينيه. يتيمة أنا وحيده أنا بلا رفيق. ودعت كل شيء في أرض الوطن. هربت من قبضه السجان من معسكر الجلاد وسفاح البشر. ففي بلدي يا نبيل رئيس لا ينام حتي يرى نيران الحرب من حوله وعندما تشتعل يرقص كالشيطان.

حطب النار صبيان وفتيات يجندهم يدربهم وعندما يسكر يلقيهم في الطوفان. وإذا قلت كمواطن ما لا يريد وأننا تعبنا من الحرب واالفقر الشديد. محاك من الأنام وقال ساخرا: من كان هذا ليحاول ان يأخذ مكاني ؟فهذا الزمان زماني وهذا الوطن في يدي أماني.

نظر الي مصطفي بذهول وسألني بهدوء : هل هربت من التجنيد؟ الست ما زلت صغيرة؟
شعرت انني اريد ان ابتسم لأنه زكرني بأنني لم أدخل الثامنة عشر.

شهقت ثم أجبت: نحن في أريتريا كتب علينا الشقاء فحاكمنا قبل ان نري الحياه يرسلنا في جيوش الموت بأسم الوطن.

حسين شاب من صعيد مصر طويل القامه بشوش الوجه. يبدو عليه أنه في أوائل العشرينات. عيناه فيهما بريق من الفرح يعطي الناظر إليهما الأمل ويفصح عن روحه المحبة للحياه.

علمتني الدنيا أن أقراء العينان فهما مرآه روح الإنسان. وهذا السمسار تبدو عيناه بارده كالجليد. قلبي نبض من الوريد ليعطيني شعور غريب عن هذا الرجل المريب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مواضيع في المعلوميات