السبت، 29 مارس 2014

بين الثنايا ----- بقلم ياسر ابو زيد

جانفي29

رواية بين الثنايا ... للشاعر جاسر البزور
سَلوا تِلك الغزالة عن صِباها
وَكيف تَشتَّتتْ عَنْها ظِباها
عَنِ الْغابات والأزهار عَنْها
وهلْ تُركت لِمغتصبٍ سَباها
أُجبْكم في سطوري والثَّنايا
لأَحْداثٍ توالتْ في رُباها
سَأكتب قِصةً تُروى لِطفلٍ
وإنْ سَمع الكبير بِها بَكاها
هُنالك منذ أزْمانٍ تَوالتْ
بِلادٌ كانَ يُضرَبُ في صَفاها
ثِمار التين والزيتون فيها
وأعنابٌ تَدلَّت عَنْ قِباها
وغزلان وأطيار تآختْ
تُزيّنها وَتنهل مِنْ جَناها
وفيها كانَ تَحْتَ الأرضِ جُحْرٌ
لِجرْذان تَوارت عَنْ سِواها
فما خَرجتْ لِتفسد ماء نهرٍ
وما بانتْ لِصقرٍ كي يَراها
وعِنْدَ الْصخرة الصّماءِ ذِئبٌ
يُراقب غَفْلةً مِمنْ رَعاها
يُساوِم ثعلبا يُعطيه وَعداً
بِمُلْكٍ وافرٍ ما إِنْ غَزاها
فَما رَدَّ الأخيرُ له سُؤالا
وَراحَ مُخادعاً أَسداً عَلاهالِيلقي جيفةً قُتلتْ وَيرْمي
بِتُهْمَتِهِ لِصقرٍ في سَماها
وكان الحُكْم للضرغامِ يَقْضي
بِطردٍ إِنْ تَبَيَّنَ مَنْ جَنَاها
هُنا الجرذان أَعْلَنت انْتماءً
إلى مَنْ للخيانة قَدْ دَعاها
وَجاءتْ للأرانب هَدّدتها
بِأَفعى فغَّرتْ للصيدِ فَاها
دَعاها الجُبْن فانطلقت بِذعرٍ
وَما عادتْ لِتسْكن في خِبَاها
كذلك والدجاجة ما تَوانَتْ
لِتهجُرَ بَيضَها وَتَصيح واها
وأمّا السّبع قَدْ وجدوه مَيْتا
أَتوهُ السُّمَ كأساً فارْتَواها
فَعاثَ الذّئبُ مُفترساً لِيُثْني
جِباهاً ما تَخلَّتْ عَنْ إِباها
فَلا جارٌ يُجيرُ مَنْ اسْتجارتْ
ولا ليثٌ يُزمْجِرُ في رُباها
وذاك الثعلبُ المكّار يَلهو
مَعَ الكلب المُوكّل في حِماها

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مواضيع في المعلوميات