الثلاثاء، 15 أبريل 2014

مشهد مسرحي غريب .... بقلم الناقد المسرحي : بنيحيي على عزاوي

جانفي29

مشهد مسرحي غريب.
وقف الممثل في مقدمة الخشبة وقال:
لحظتنا يا سادة تساؤلات من ملل مملة...اسمعوا...
في عالمنا الدنيوي حاكم ومحكوم!!سيد ومسود!! عبد ومعبود!!جار ومجرور!!..ذكاء يذكي وآخر يبكي. ذكاء مسير وآخر مخير!! البلادة ملبدة بليدة تسكن الأفئدة وتعشش في العقول منذ الانفجار الأعظم إلى اليوم هذا بدون هوادة..السبب: حب البقاء! شهية الحياة! التشبث بالحياة تحيل الإنسان إلى الطقوس الخرافية والإيمان باحتفاليتها ...شعور.. لاشعور... عقل.. نفس.. قلب.. ذات...خيال...ذاكرة... رقيب... قرين ..مشاعر... أحاسيس؟(يضحك).كلام في كلام وهدر مباح!!الأخلاقيات تنمو وتتطور بحكم صيرورة الزمان. هذا صحيح!! والزمان يمشي بسرعة البرق إلى الأمام بل ربما أكثر!!هل بإمكان العقل البشري أن يفرمل الزمان ولو لسويعة في هذا المكان.. ((يضحك ضحكات هستيرية..وفجأة ينتبه إلى يده..موسيقى إيحائية...بعد هذا التأمل يعطيه الفنان ألتشكلي يدا كبيرة.يتأمل في اليد)) يا لها من يد عجيبة الصنع مشكلة بتشكيل عظيم!! تحوي خمسة أصابع وعند المحظوظين أكثر..(يوجه السؤال إلى الجمهور) أليس كذلك يا علماء علم الفراسة؟..هذه اليد صنعت وأبدعت..،شيدت،قتلت ،جلدت، سرقت، احتالت، خدعت، تنبأت ، طببت، فكرت وتأملت، تفلسفت، شعرت ،تخاذلت ،أنذلت وارذلت،صارعت، مزحت كذبت، خانت، زنت، عشقت ،كتبت، نهبت، احتالت، نمنمت، نافقت، جاملت، صادقت، تهاونت ،تكاسلت، عبثت ،تآمرت ،حبت حب حسدي ثم حبت هياما روحيا جميل، قسمت وحنثت، رقصت وطبلت ثم زمرت ،غنت عناء رومانسيا جميلا ثم غناء صوفيا روحانيا رائعا ،سمعت وصدقت ثم سمعت وشككت ،بكت على الحبيب ثم بكت عن غربة الغرباء..ضحكت على الأغبياء ثم ضحت على ضحكة الضاحكين، ..ثم عبر بأسلوب راقي في مجال التكريم وأعظمه جائزة نوبل.كرمت العلماء المبدعين وأخيرا كرمت العلماء المجرمين ...هذه اليد سيست كل شئ وتسيست مع المتسيسين...بالرغم أن بعض الأيادي متحفظة وأخرى نافذة بسرعة منفذة ..هذه اليد لها عيون وأذن،..تنظر وترى بوضوح وتسمع باستبصار دقيق وتحس.. لها إحساس رهيف جدا والدليل:( يغمض الممثل عيناه ويتلمس نوع من القماش)..هذا قماش من حرير... وهذا قماش خشن..وهذه وردة من البلاستيك ..(يفتح عيناه ثم يضحك بتهكم) الكل في هذا الزمان الموبوء أصبح أبلاستيكيا حتى المشاعر الإنسانية أصبحت أبلاستيكية مطاطية الصنع..(يضحك) تغيرت الوجوه الشاحبة وأصبحت رمادية الصورة ،صفراء فاقعة توحي بلون الموت،بدون حياة تعبيرية في الوجه..مات وجه الإنسان ولم تعد إلا ملامحه..تسطح وجه الإنسان لا حياة فيه..لكن لاحظت أن الجنس الآخر أقصد الجنس الثالث..ناعمين منعمين،زاهية وجوهم يانعة..هؤلاء القوم لم يصبهم وباء الطاعون!! لهم مناعة خارقة للعادة،قوية ضد الطفيليات الموبوءة..وجوههم جميلة جمال الورد اليانع في بلجة الصباح..هكذا علق الصحفيون من بلاد بني غندور التابعين لوكالة السلحفاة..أما وكالة الأبقار تطير فقالت:يجب على منظمة حقوق الإنسان إعادة صياغة قوانينها،لأن الجنس الثالث لهم الحق في العيش الكريم بناء على اكتشافات العلماء في مختبرات علم الهندسة الوراثية، أن هذا الجنس هو الإنسان الكمال المكتمل.. هل هذا صحيح؟؟؟(يضحك ضحكات جنونية حتى يضحك الجمهور بضحكاته..)) ويستدل الستار.
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج:بنيحيى علي عزاوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مواضيع في المعلوميات